حياته
ولد إبراهيم أميني النجف آبادي عام 1925م، في نجف آباد وهي مدينة تقع في أصفهان. اسم والده حسين وكانت مهنته الزراعة. وكان والده وجدّه من الأشخاص المتدينين والصالحين ومن الذين يساعدون الفقراء والمحرومين. فقد والده وهو في السادسة من عمره، وكانت الطريقة الوحيدة لاكتساب المال وعيشهم هي تأجير الممتلكات التي كانوا يمتلكونها، فكانت حياتهم صعبة في ذلك الوقت.
الدراسة
أكمل آية الله أميني الدروس الأكاديمية حتى الصف السادس الابتدائي في نجف آباد، وكان له دور فاعل في الجلسات القرآنية التي تُقام في المساجد، كما أنه كان في تلك الفترة يعشق العلوم الدينية ودراستها، وبعد موافقة والدته التحق بالحوزة العلمية بقم في مارس عام 1942م، وبعد ثلاثة أشهر وعلى الرغم من تعلقه بحوزة قم اختار حوزة أصفهان لمواصلة دارسته؛ وذلك بسبب المشاكل المالية. ولمدة ست سنوات قضاها في أصفهان، أكمل دراسة السطوح في مدرسة "نورية"، و"كاسه كران"، و"جده بزرك"، وكان خلال هذه المدة من طلاب الميرزا علي آغا الشيرازي.
في عام 1947م رجع إلى قم لتكميل دراسته الحوزوية، وتتلمذ على يد آية الله الكلبايكاني، وآية الله المرعشي النجفي، والإمام الخميني، والعلامة الطباطبائي، والحاج آغا رحيم أرباب، وحضر درس الأخلاق عند الإمام الخميني، وآغا حسين القمي. كان إبراهيم أميني واحداً من اثني عشر شخصًا وقعوا إعلان مرجعية الإمام الخميني بعد وفاة آية الله الحكيم.
قام إبراهيم أميني بتدريس كتب الفقه، والأصول، والفلسفة، والكلام، وشارك في ندوات علمية وثقافية في دول مختلفة، منها: بريطانيا، وفرنسا، وسوريا، وباكستان، والصين، واليابان.
كان أميني ومنذ عام 1998م، إماماً للجماعة في المسجد الأعظم لإقامة صلاة المغرب والعشاء، وكان بعد الصلاة يستمع إلى أحاديث الناس ويُجيب على أسئلتهم.
بعد الثورة الإسلامية، ركز أميني معظم أنشطته في الرد على الشبهات، ومعالجة القضايا المعاصرة. ففي عقيدته، بعد انتصار الثورة الإسلامية قد أهتم الكثير من الشخصيات الثقافية والأكاديمية بآراء الإسلام في مختلف المجالات والقضايا، ونظراً لانشغال العديد من طلاب الحوزة بالدرس والتدريس، فقد تولى المسؤولية لتلبية هذه الحاجة.
مؤلفاته
صدر 34 كتاباً لإبراهيم أميني في مواضيع إسلامية مختلفة، وذكر أن الدافع لتأليف هذه الكتب هو حاجة المجتمع، وعدم وجود كتاب مناسب في هذه المواضيع، فمن جملة مؤلفاته:
(آموزش قرآن کریم) في تعليم القرآن، و(فرهنگ اسلامی) حول الثقافة الإسلامية، و(تعلیمات دینی) في التعاليم الدينية وهما من كتب التعليم الابتدائي والثانوي، و(دادگستر جهان) حول الإمام المهدي (عج) وهو من الكتب الدراسية في الحوزة العلمية، (آیین همسرداری) في طريقة التعامل بين الزوجين، و(خودسازى) في تزكية وتهذيب النفس، و(جوان وهمسر گزينى) في الشباب واختيار الزوج.
النشاط السياسي
يُعتبر آية الله أميني أحد الشخصيات السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث شغل منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، ورئيس أمانة الخبراء، وإمام جمعة قم. وكان له بعض النشاطات السياسية قبل الثورة الإسلامية وبعدها.
قبل الثورة الإسلامية في إيران
كان أميني النجف آبادي من علماء الدين المناضلين، والمجاهدين قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، وقد قام بإنشاء كتلة في قم عام 1962م، مع زملائه الذين يشاطرونه الرأي، من جملتهم: الشهيد قدوسي، ورباني الشيرازي، وآية الله مصباح اليزدي، وآية الله الخامنئي، وهاشمي الرفسنجاني، والتي شكلت فيما بعد النواة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم. وكان من أهداف هذا الكتلة هو إصلاح الحوزة العلمية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الأحكام السياسية. كما صدر مجلتي (بعثت) و(انتقام) تحت رعايتهم.
كان إبراهيم أميني من العلماء الذين ذهبوا من قم إلى طهران، للاحتجاج على اعتقال الإمام الخميني والمطالبة بإطلاق سراحه، وقد شارك في إعداد الإعلانات وتشجيع الناس على التظاهرات. وقد أشار أميني في مذكراته إلى بعض الأحداث التي وقعت منذ سنة 1963م، حتى الثورة الإسلامية. وبعض هذه الذكريات عبارة عن: حادثة المدرسة الفيضية، واعتقال الإمام الخميني، وحادثة 15 خرداد، وذكريات عام 1962م حتى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
بعد الثورة الإسلامية في إيران
بعد الثورة الإسلامية، كان أميني النجف آبادي عضوا في جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، وعضوا في مجلس أمناء جامعة الإمام الصادق (ع)، وعضوا في مجلس الخبراء، ومجلس تشخيص مصلحة النظام. كما كان عضوا في مجلس مراجعة الدستور، وذهب في بداية الثورة إلى مدينة نهاوند، وملاير، ومحافظة هرمزكان، ومازندران، وهمدان كممثل عن الإمام الخميني. ذهب في عام 1979م بمهمة من قبل الإمام الخميني إلى منطقة تركمن صحراء، ووضع حدا للصراع القائم بين الناس والمالكين، الأمر الذي نشب بواسطة جماعة من المنافقين. ومن مسؤولياته الأخرى هي العضوية في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وإمام جمعة مدينة قم.
وفاته
توفي أميني في قم يوم 24 أبريل سنة 2020 م، الموافق 30 شعبان 1441 هـ، وصلى على جثمانه آية الله نوري الهمداني أحد مراجع التقليد، ودفن في حرم السيد معصومة (ع). وبسبب انتشار فيروس كورونا ورعاية البروتوكولات الصحية، لم تُقام مراسيم التشييع على جنازته بشكل علني.