النص الكامل لكلمة آية الله رمضاني إلى ندوة "مناقشة الأبعاد الدولية لنداء قائد الثورة إلى حجاج بيت الله"/ مواجهة الشرك تعد من أسرار الحج

یکشنبه, 27 خرداد 1403

تنقعد ندوة لناشطي منتسبي أهل البيت تحت عنوان "مناقشة الأبعاد الدولية والإقليمية لنداء قائد الثورة إلى حجاج بيت الله"، وذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في وكالة أهل البيت (ع) الدولية أبنا.

النص الكامل لكلمة آية الله رمضاني إلى ندوة

وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - بمناسبة النداء الصادر عن ولي أمر المسلمين في العالم آية الله الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام على ضرورة البراءة العالمية من الكيان الصهيوني وأمريكا، تنقعد ندوة لناشطي منتسبي أهل البيت تحت عنوان "مناقشة الأبعاد الدولية والإقليمية لنداء قائد الثورة إلى حجاج بيت الله"، اليوم السبت الموافق 16 يونيو، جون   2024 م/ 9 ذي الحجة 1445 هـ، وذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في وكالة أهل البيت (ع) الدولية أبنا.

تنعقد هذه الندوة بكلمة للأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني"، وكلمة للدكتور "نوري محمد زادة" الأستاذ المساعد للجامعة الحكومية في داغستان من روسيا، والشيخ "عبد الكريم باز" إمام جماعة مسجد بوينس آيرس في الأرجنتين.

وفيما يلي النص لكلمة آية الله رمضاني إلى ندوة  "مناقشة الأبعاد الدولية لنداء قائد الثورة إلى مؤتمر حج":

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله رب العالمین وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین و صحبه المنتجبین.

في البداية علي أن أشكر القائمين على هذه الندوة لجهودهم المبذولة من أجل انعقاد هذه الندوة  التي تتناول نداء سيدنا الإمام الخامنئي، كما أقدم شكري وتقديري إلى جميع المشاركين في هذه الندوة سواء أعضاء المجمع المبجلين، والمبلغين، وسائر الشخصيات بما فهيم المحاضرين والحاضرين.

* أعمال الحج تحيي روح التوحيد في وجود الإنسان

عندما نمعن النظر في هذه النداء نرى أنها تشير إلى أبعاد مختلفة، إحدى أبعادها روح العبودية والالتفات إلى التوحيد. إن الحج يعد أحد أنواع الممارسة العبودية لله تعالى وإحياء إجراءات عملية الذي أداها النبي إبراهيم (ع) في مجال التوحيد، كما أنها تطبيق للآية الشريفة "قُلْ إِنَّ صَلاتي‏ وَنُسُكي‏ وَمَحْيايَ وَمَماتي‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ" (الأنعام: 162) على أن يصبح منهج حياة الإنسان في جميع جوانبه متحليا بروح التوحيد، وما إذا انتبهنا إلى آداب وأسرار هذه المناسك نشاهد فيها روح التوحيد ونفي الشرك، من لبس الإحرام والتساوي في ذلك لجميع الرجال أيا كانوا ومن أية الجنسيات والطبقات، فالأمر الذي يجب أن يظهر ويتجلى هو روح العبودية. وهو على الإنسان أن يصبح عبدا الله تبارك وتعالى، فإنكم إذا التفتم إلى جميع هذه الأجزاء من الأسرار والآداب التي وضعت للحج ترى أن هذه الحقيقة أي العبودية لله تكمن فيها، بما فيها لباس الإحرام الذي هي بشكل واحد لجميع الناس إلى سائر الأعمال الأخرى. إنّ التوجه إلى عرفات وقراءة دعاء عرفة العظيم فإنه يتجلى في جميع فقراته إنسان مؤمن حقيقي، وإن الحضور في مشعر الحرام والذي يذكر الإنسان بالمعاد في القيامة، كما أن الحضور في منى وبقعة الرغبات وعيد الأضحى، والحلق والتقصير، الطواف هو الكعبة فجميع هذه الأعمال تحيي في وجود الإنسان روح التوحيد، ويجب على الإنسان أن لا ينظر إلى هذه الأعمال بنظرة ظاهرية.

إن الجهد الذي يبذله الإنسان في السعي بين الصفا والمروة يجب أن يكون فيه هدف وأن فيه رسالة ودرسا وملاحظات توحيدية وتربوية، وما إذا أدى الإنسان الحج بمعناه الحقيقي فإنه قد هذب نفسه ورباها الأمر الذي يعد ممارسة للعبودية لله، كما أن حضور جميع الشعوب والمذاهب الإسلامية في الحج هو بحد ذاته يكشف عن الوحدة للإمة الإسلامية، وعندما يجتمع المسلمين في منى ويطوفون حول الكعبة هذا أيضا يعد وحدة الأمة الإسلامية وأن له دور فعال ومؤثر في مختلف المجالات السياسية والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية حيث تمنح المسلمين وتجعل منهم مركز ثقل وصنع قرار في العالم اليوم. إن العالم يتجه نحو العولمة ويجب أن يمضي مسيره بشكل صحيح بناء على استراتيجية ومديرية صحيحة، ويجب أن تكون هذه القضية تحظى بأهمية بالغة لدى المسلمين وقادتهم في العالم.

* في مناسك الحج يكمن التوحيد ونفي الشرك والبراءة

إن ما تشاهدونه في الحج من أنّ الإنسان في روحه يرى رقة القلب والارتباط بالتوحيد فهذا يمهد للحركات اللاحقة الأمر الذي يعد مهما جدا لروح الإنسان، فإننا إذا أردنا أن نلتفت جيدا وندقق في جميع مناسك الحج نرى أن في جميعها يكمن التوحيد ونفي الشرك والبراءة من المشركين.

عندما تأتون إلى منى لرمي الجمرات في واقع تريدون أن تقارعون الوساوس الشيطانية، من يريد أن يضيّق طريق العبودية أو يمنع عن العبودية  أو «صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» (البقرة: 217) تشاهدونه هناك جيدا. إن العزم والإرادة للحاج بمعناه الحقيقي هو أن يفوّض أمره إلى الله وأن يصبح لديه روح توحيدي، وأنّه يجعل نفسه مصداقا للأية الشريفة القائلة " إِنَّ صَلاتي‏ وَ نُسُكي‏ وَ مَحْيايَ وَ مَماتي‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ" حتى تكون مساره مسار إلهي، وقيامه توحيدي " قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏" (سبأ: 46) الأمر الذي يعد مهما. كان الإمام الراحل (ره) يقول: إن هذه الآية تدعنا إلى قيامين: قيام من أجل التوحيد، وقيام من أجل تحقيق العدالة وهي التي كانت أمنية جميع الأنبياء، وهذه القضية تعد مهمة جدا وقيمة ويجب علينا أن نلتف إليها ونهتم بها.

* الحج هو الاهتمام بالكرامة البشرية

إنّ الحج هو العبودية، وإنّ الحج في الحقيقة هو الاهتمام بالكرامة البشرية. إن الحج هو مؤتمر دولي يحضر فيه جميع الشعوب المسلمة حيث يوفر لهم التعامل في مختلف المجالات بغية الوصول إلى مرجعية لاتخاذ القرار في العالم، هذا العالم الذي يسعى نظام الهيمنة اليوم فيه أن يخدع الناس ويستثمرهم ويستغلهم، ويجلب جميع العالم إلى نفسه ويجعل جميع الشعوب أن يتبعونه. يهتف المستكبرون بهذا الشعار "إمّا معنا أو علينا"، ويسعون أن يقوم بإدارة العولمة على حد تعبيرهم، يعني يريدون أن تصبح لديهم إدارة العالم، ومن هذه الناحية ليس هناك من لدية القدرة أن يصبح لديه إدارة العالم، بل من يريد أن يصبح لديه إدارة العالم يجب أن يمتلك أفكار وآراء في مجال الثقافة، والاجتماع، والسياسة، كما يجب أن يلتفت إلى أصل الكرامة بمعناها الحقيقي وأيضا أن يهتم بالاعتدال والمطالبة بالعدالة وهذان الأصلان يعدان أصلان إيجابيان. وعليه أيضا أن نتنبه إلى  أصلين سلبيين هما الظلم والانظلام، ولا يوجه الظلم والاضطهاد إلى المجتمع البشري لأجل الحفاظ على الكرامة الحقيقية كما لا يجب الخضوع إلى الظلم، فإنها ملاحظة مهمة يجب ظهورها في الحج.

وهذه النقطة هي ما نشاهده في مختلف نداء قائد الثورة الإسلامية إلى حجاج بيت الله الحرام، فإن الإنسان يجد في نفسه روح التوحيد وإزالة الشرك، ومواجهة أي شكل من أشكال الشرك والكفر والظلم ونظام الهيمنة. نحن اليوم نواجه كارثة القرن حيث نرى التطرق إلى هذه القضية في أهم قسم من هذه النداء بعد الإشارة إلى وحدة الأمة الإسلامية، والنزعة التوحيدية في الحج، وإعادة النظر في العبودية والحركة نحو العبودية الحقيقية وترك جميع العبوديات غير الله، كالشرك والنفاق والكفر وأمثالها.

 

* الصهاينة يعتبرون أنفسهم العرق المتفوق

القضية الأخرى وهي أنّ اليوم نواجه ظروفا خاصة، إنّ عالمنا اليوم يمضي في مسير الظلم الذي وُجه إلى الشعب الفلسطيني ومستمر فيه، وذلك منذ أن اعترف الكيان الصهيوني بنفسه أي منذ سنة 1948 م حتى الآن حيث مارس أنواع أشكال الظلم والاضطهاد بحق هذا الشعب، فشرع باحتلال الأراضي الفلسطينية خطوة خطوة حتى بلغ اليوم ما بلغ. أنتم أيضا تشاهدون نقوصات وعيوب المعاهدات والقرارات التي يصادق عليها في منظمة الأمم المتحدة بشأن هذا الكيان الساقط وهو الكيان الذي يسير في نظام الهيمنة، ومع تلك البروتوكولات الإضافية، ومع تلك البروتوكولات الـ 24 التي تسعى إلى الظلم والاضطهاد حيث وضعوا بعض القضايا لأجل الخداع. فإن حرية العقيدة ليست هي إلا مجرد فكرة أدرجت فيها، ومن جهة أخرى إنهم يعتبرون الحق يؤخذ بالغطرسة بمعنى أن هناك جماعة يأتون ويضطهدون جماعة أخرى، وهي نفس آراء نيتشه أي لا بد أن تفترس مثل الذئاب. إن الظلم يجعل جماعة عبيدا وخدما، وجماعة أخرى تعتبر نفسها مخدومة، فهذه وجهة نظر الكيان الصهيوني أي أنهم مخدومين من قبل جميع البشر، وعلى الجميع أن يعتبروا أنفسهم خادمين لهذه القومية والعرق الذي يعد نفسه العرق المتفوق والشعب المختار. إنكم تعلمون إن نظرة هؤلاء هي هذه النظرة، وهم يبذلون جهودهم حتى يمهدون لأنفسهم حركة عالمية في تلك الأرض الموعودة لهم، فيسعون أن يصبح الجميع خادمهم، ويعتبرون أنفسهم العرق المتفوق.

* إن جغرافيا المقاومة اتسعت اليوم في العالم

لقد انتهى اليوم كلام عن العرق المتفوق، وإذا أردنا تحقيق حقوق البشر والإنسان يجب أن نمضي قدما في مسير المقاومة، إنكم تشاهدون كم كارثة عظمى تحدث في غزة، وقد مضوا 35-36 الف نفر ومعظمهم من الأطفال والنساء شهداء. هذا الكيان القاتل للأطفال كيان يقتل الأشخاص العزّل بأشد وأفجع ما يمكن، كما أن العالم أيضا عرّفتها دولة قاتلة للأطفال، ولكن إن هؤلاء الصهاينة ما زالوا مستمرون بجرائمهم ولا يجب أن نكتفي بالقلق على ارتكاب هذه الجرائم. إن أهم استراتيجية في مواجهة هذا الكيان المحتل والقاتل للأطفال هو المقاومة، طبعا إن جغرافيا المقاومة اتسعت اليوم في العالم. في وقت ما، كان جغرافيا المقاومة ضد الكيان الصهيوني، تشمل إيران وحزب الله لبنان، وبعض الدول مثل سوريا، ولكن اليوم أصحبت مقاومة في البحرين واليمن وأفغانستان وباكستان وأمريكا اللاتينية، كما أنها اتسعت حتى تبلغ أهم المراكز العلمية في أروبا وأمريكا. فهبت الجامعات الأمريكية بطلابها وأساتذتها لتنزل في الميدان وتدين المجازر الفجعية، وكلما نشاهد بعض المقاطع عن هذه الجرائم،  نرى مشاهد مما يزيل القلب عن مستقره.

* الحج يضعنا في مسير التوحيد

يجب أن تبرز هذه النقطة في الحج، أن البراءة من الشرك والمشركين ونظام الهيمنة ونظام الاستعمار والاستثمار، - والذي في الاستعمار الحديث يستخدم أخدع الكلمات والمفردات لاستعمار المجتمع البشري بأشد أنواع العنف – يجب أن تتجلى البراءة. ليست البراءة مختصة بيوم محدد، بل في الأصل هي روح الحج وبالمعنى الأدق للكلمة هي التوحيد والنزعة التوحيدية، ومحورية التوحيد، وإزالة الشرك وأمثالها. فما إذا أردنا أن نلتفت إلى فلسفة الحج، فقد ورد في الروايات أنها " تَشْيِيداً لِلدِّينِ" ومعناه استحكام المبادئ والبنى الدينية. وأن يتوجه الإنسان إلى بيت الله من أجل الطواف والزيارة ليس لهذا الأمر جهة ظاهرية وشكلية فحسب، بل هناك باطن وسر وأسرار للحج وهناك آداب للحج وفلسفة وغاية، فندعى للحج حتى نسلك طريق التوحيد ونمارس العبودية حتى نصبح عبيدا لله بكل للكلمة من معنى، ونتمكن من قطع مسير المعراج " سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" (الاسراء: 1). فكل شخص يمكنه أن يسلك مسير التوحيد، ويصل إلى المعراج حسب قابليته.

* مواجهة الشرك تعد جزءا من أسرار الحج

النقطة الأخرى هي وحدة أمة الإسلام، ويجب أن تكون هذه الوحدة بتمام معنى الكلمة؛ إذ أنها ستوجد أكبر قوة في البلدان الإسلامية، فإن بلاد المسلمين يمكنها أن تصبح أعظم بلد اقتصادي في العالم، وأن تتمتع بأرفع مكانة سياسية، وأمنية، وثقافية، واجتماعية في العالم، الأمر الذي يعد جزءا من آمالنا وأمنياتنا بأن نوجد الوحدة بين الأمة الإسلامية بأدق معناها.

بالتأكيد عندما تهتمون بأسرار الحج، فإنّ في جميعها توجد مقارعة الشرك، سواء الشرك الباطني أو الشرك الخارجي؛ إذ يجب على الإنسان أن لا يكون مشركا في باطن نفسه، كما يجب أن يقارع المشركين في خارج باطنه والملحدين، والكافرين والذين يظلمون البشرية في نظام الهيمنة، فإن مواجهة الشرك هي النقطة البارزة التي على الإنسان أن ينتبه إليها.

إن جرائم الصهاينة لا تغتفر أبدا، وإن الحل لوقف هذه الجرائم ومقارعتها هي النضال والمقاومة والذي بدأ بالانتفاضة، واليوم هذه الجغرافيا انفتحت تماما، وانتشرت بين شعوب العالم، وذلك من خلال الصحوة الكبيرة التي ظهرت أي الضمير البشري حيث تحولت إلى صفحة جديدة يمكنها أن تصنع التاريخ وتصنع الحضارة وتغير العالم في الوقت الراهن.

وقد أشير إلى جميع هذه الأمور في نداء سيدنا الإمام الخامنئي، سواء إلى قضية التوحيد، وكذلك قضية وحدة الأمة الإسلامية باعتبارها القاعدة العظمى وأيضا الالتفات إلى عبودية والاهتمام بالكرامة، وأن الإنسان يتقرب إلى الله تعالى بالخضوع والخشوع ويصبح موحدا بالمعنى الحقيقي للكلمة ويجتنب جميع أنواع الشرك. ومن جهة أخرى يجب أن يبرز في المجتمع وأن يصمد ويقاوم أمام من يظلم البشرية ويمس بالكرامة الإنسانية.

اليوم حجاج بيت الله الحرام إذا أرادوا أن يظهروا براءتهم  في الحج الذي يعد التوحيد والبراءة من الشرك والمشركين روحه، يجب أن يظهروا انزجارهم من الجرائم والمجازر التي ترتكب في غزة، فقد حوّل الصهاينة غزة إلى سجن دولي حتى أنهم منعوا إيصال المساعدة الإنسانية إليها، نسأل الله تعالى أن يتقبل حجهم وأن يوفقنا من القيام بوظائفنا الإلهية والدينية، وأن ندعو المجتمع البشري إلى السير على طريق العدالة بمعناها الحقيقي، وهذا هو أمنية جميع الأنبياء والرسل وآمالهم.

والسلام علینا وعلیکم ورحمة الله و برکاته

 

نظر دهید

شما به عنوان مهمان نظر ارسال میکنید.

تماس با ما

موضوع
ایمیل
متن نامه
7+4=? کد امنیتی