أقامت جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم المقدسة الخميس 19 نوفمبر 2020 المؤتمر الافتراضي تحت عنوان “ذلّ الاستسلام وخيانة الأهداف الإسلامية” وذلك بمشاركة المرجع الديني آية الله نوري الهمداني، عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الأراكي، ومدراء ومسؤولي الحوزات وعدد من علماء الدول الإسلامية.
افتتح رئيس الجمعيّة العموميّة لجماعة المدّرسين حجة الإسلام والمسلمين فرَخْفال المؤتمر الافتراضي بالشّكر والامتنان للمشاركين في هذا المؤتمر، مؤكدًا «إدراك المجتمعات الإسلاميّة لشؤم تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني».
آية الله العظمى نوري الهمداني في رسالته المصوَّرَة: تحرير القدس أهمّ قضايا العالم الإسلامي
لقد دخلت جبهة الاستكبار هذه القضية بكل قوّتها، وهوَ ما يتطلب يقظة العالم الإسلامي، وخاصة العلماء والنخب، لمواجهة هذا الفكر الخطير.
ومن واجب العلماء أنْ يلاحظوا أنَّ مُهمّتهم ومهمّة النُّخَب هي كرسالة الأنبياء من حيث الهداية، حتّى ينال الناس السعادة والخلاص من الظلمات والجهالة، وإضافةً إلى العلم والمعرفة، الجهاد ضد العدو في مَسيرة حياتهم. فكما كان كتاب الهداية بيد الأنبياء وأدوات الجهاد باليد الأخرى، فإن العلماء يسلكون ذات الطريق التي لا تتحقق فيها سعادة الإنسان إلا في ظل الجهاد.
اليوم، كل المشاكل الإنسانية، سيّما بعض حكام الدول الإسلامية هو عدم اتّباع أوامر القرآن الكريم. فالسعودية التي تطبَع الكثير مِن المصاحف منذ سنوات، وترسلها إلى أقطار العالم لا تستفيد منه وتتجاهل آيات الجهاد وتستسلم للذل.
آية الله الأراكي: عِدَّة بعنوان “السَّلام” يُنظّرونَ للاستسلام مَع العدوّ
المقاومة الإسلاميَّة تعني أنْ تكونَ لدينا إرادة قوية في مواجهة التحديات الداخليَّة والخارجيَّة؛ لن نقبل بالهزيمة أبدًا. إنَّ جبهة المقاومة هي مظهر من مظاهر قوة إرادة الإسلام.
ففي الآيات القرآنيَّة والأحاديث، لا يقبل المؤمنون والمسلمون -وبشكلٍ عام المجتمعات الإسلامية- الذّل، فالقبول بالذّل لا يتوافق مع الهوية الإسلاميَّة. إنَّ الأصالة في الإسلام هي للمثابرة والمقاومة. وإنَّ هؤلاء الحكام الرّجعيون سيرون نتيجة عملهم في المستقبل القريب وسيعانون من إذلال كبير.
آية الله محمد يزدي: قضية فلسطين قضية إنسانية، ومن أهم قضايا الإسلام الأساسية
وشدد على أن قضية فلسطين قضية إنسانية، ومن أهم قضايا الإسلام الأساسية، ومَن ينضم إلى المحتلّين الظَّلَمَة فقَدْ التحقَ بمصدر الإجرام والتعدّى.
إنَّ أحرار العالَم، سيّما المؤمنون الثوريون، لن يعترفوا أبدًا بهذا الكيان الغاصب. وبفضل الله، فإنَّ خطوات المتغطرسين المحتمين بالاستكبار لن تثبّط الأمَّة الإسلاميّة بَل ستزيد الطّريق وضوحًا وأحقيَّةً وتزيد المؤمنين مزيدًا من الأمل والبشرى. احتلال فلسطين لم تكن يومًا قضيّة هؤلاء المنافقين.
آية الله الأعرافي: ذلّ الاستسلام سيصل إلى نقطة النّهاية
لقد حرَّمَ جميع علماء الإسلام الكبار عن التعاون مع الكيان الصهيوني الغاصب والاعتراف به. وقد شهدنا على مدى السبعين عامًا الماضية موقفًا ثابتًا في إدانة إقامة النظام الصهيوني المغتصب مِن قِبَل علماء الدِّين والحوزات العلميَّة الدينية.
للعدو استراتيجيات ضد العالم الإسلامي، مِثْل بناء مجموعات متطرفة ومتحجرة وتكفيرية مثل “داعش” ، لإظهار الإسلام بوجهٍ عنيف، والكوارث التي حدثت في سوريا وأجزاءٍ أخرى من العالم.
ومِن استراتيجيّات العدوّ تجاه العالم الإسلامي أيضًا الضغط على الحكومات الوضيعَة والقابِلة للضّغْط لحملها على التنازل والاستسلام.
سماحة الشيخ نعيم قاسم: “إسرائيل” زرعٌ شيطاني يفتك بالأمة
وزعت العلاقات الاعلامية في حزب الله كلمة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر جامعة المدرسين في قم، جاء فيها:
“الإسلام أقوى من ظلمة مواقفهم، واشعاعه يزداد يوما بعد يوم مقابل انحدار اطروحة الضلال والفساد. الحمد لله الذي خرج رجل يلبس عمة سوداء وأقام الثورة الاسلامية ونهض لتأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران ليحدد مسارا عالميا جديدا ليعيد الانسان الى أصالة الدين. انهم منزعجون من هذه الاصالة التي استطاعت ان تواجه كل آرائهم وطروحاتهم.
نحن أمام كيان إسرائيلي غاصب، والذي زرعه الغرب في منطقتنا وتحديدا بريطانيا ورعته اميركا من أجل أن يكون ذراع الغرب في كل منطقتنا وحياتنا من أجل أن يتمكن الغرب من فرض شروطه وأفكاره.
إسرائيل زرع شيطاني يريد أن يفتك بالأمة ليشتتها وليستغل خيراتها وإمكاناتها”.
أضاف: “ناور الحكام العرب وخصوصا الخليج بالكلام وتبنوا القضية الفلسطينية بالشروط ليخنقوها وعملوا على تجفيف مواردها العسكرية والمادية، واستخدموا بعض المساعدات الانسانية غطاء لجريمتهم.
واليوم يتلازم التطبيع مع اتخاذ ايران عدوا وهي نصيرة المقاومة وسبب يقظتها وفعاليتها. إيران هي العائق امام تغريب الأمة وطمس معالم ثقافتها وحضارتها. وما ثبته الامام الخامنئي من نصرة لفلسطين والقدس أرسى دعائم القدرة على التحرير وفعاليات ونجاحات محور المقاومة.
ودور الشهيد قاسم سليماني والقادة الشهداء جميعا كان سببا من أسباب الانتصار والنجاح والوقوف بوجه المشروع الاسرائيلي.
أما الحكام المطبعون بالخيانة للمحافظة على عروشهم فهي لن تدوم مع الظلم والانحراف”.
وختم قاسم: “ايران درة المقاومة والصلاح والاستقلال صمدت من 41 عاما امام أعتى الطغاة والتآمر الدولي عليها وما زالت تشع في دنيا الحرية والكرامة”.
آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الأخوة الكرام أصحاب السماحة جماعة المدرسين في قم بلد قلعة الإيمان ورحمة الله وبركاته.
السلام على أمة الإيمان والقيام والجهاد والسلام، أمّتنا الإسلامية المباركة المجيدة.
تحت عنوان ” التطبيع المفروض والتطبيع الممتنع” تأتي هذه الكلمة المتواضعة:
ليست الشعوب العربية المسلمة التي طبّعت حكوماتها مع العدوّ الإسرائيلي أكثر إدراكاً من هذه الحكومات للنتائج الكارثية التي تواجه شعوبنا وأمّتنا من هذا التطبيع المشؤوم، وللأهداف الخبيثة الخطيرة التي انطلق من النظر إليها عند مهندسه الصهيوني والأمريكي، وقد نالت الموافقة على الدخول في عار خدمتها من هذه الحكومات نفسها.
الهدف الرئيس للتطبيع المشؤوم هو توجيه ضرباتٍ موجعةٍ قاضيةٍ لصحوة الأمة ونهضتها ومقاومتها، والعودةُ بالأمة مسافاتٍ شاسعة عمّا وصلت إليه على طريق الصحوة والنهضة والإصرار على المقاومة والاستقلال.
وتعلم الحكومات العربية المطبّعة مدى الصدمة المُزلزلة لضمير الأمة الذي سيؤدي إليها هذا التطبيع، ومدى التحدّي الذي يعنيه لوجودها واستقلالها وهويتها.
وصعبُ هو إقدام هذه الحكومات على هذه الخطوة بما تمثله من ضربٍ لإرادة الأمة بعرض الحائط، ومن عدوانيةٍ مكشوفةٍ لها.
وما كان هذا الإقدام ليكون لولا الانفصال الكبير بين هذه الحكومات وشعوبها فكراً ومنهجاً ومشاعر وأهدافاً ومصالح عن شعوبها وأمّتها، ولولا تهميش هذه الشعوب وإحداث الخلخلة في داخلها، والمصير بها إلى حالةٍ تفقد معها إعطاء ردّ فعل سريع يحول بين هذا التطبيع وبين أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام، أو يقوم على قدم، أو يكتب على ورق، وكذلك لولا الاتكاء على عدو الأمة في مواجهة عضبتها. (1)
وقد تم فرض التطبيع بين عدد من النظم العربية والعدو الصهيوني في دائرة السياسة الرسمية وعلاقاتها ومشاريعها رغماً على إرادة الأمة الرافضة لكل هذا الأمر من الأساس ومرحلة الدخول في المفاوضة عليه.
والتطبيع في هذه الحدود بإمكان الحكومات الدكتاتورية بما تسيطر عليه من كل مراكز القوة والقرار أن تتجاوز بشأنه إرادة الأمة ولا تراها شيئاً يذكر.
أما الشعوب والتطبيع في دائرته الواسعة وعلى مستوى الشعوب فيمتنع على الحكومات المطبّعة سواء وقف بها العدد عندما وصلت إليه من عدد أو زادت أن تفرضه بالقوّة نفسها، وأن تتفرّد به ملغيةً لإرادة شعوبها والأمة العربية والإسلامية من وراء هذه الشعوب. (2).
هناك وسائل بيد الحكومات المطبّعة أن تفعّلها للتوصل إلى دخول الشعوب ولو تدريجياً في عملية التطبيع ودعم التحالف الشيطاني والانصهار فيه.
وبيد هذه الحكومات المال والقوّات والمخابرات وعلماء السلاطين والإعلام المتمرّس في قلب الحقائق والاستغفال وتزيين الباطل ووسيلة التهويل والتهديد والترغيب مما ترى فيه إمكانية تحويل الرأي العام لصالح جريمة التطبيع والالتفاف على فكر شعوبها والأمة وضميرها، وتخدير إرادتها في مواجهة هذه الجريمة، وتحويل الجريمة إلى بطولة، والخيانة إلى أمانةٍ في الرأي العام.
ولكنّ كلّ هذه الوسائل مع اغترار الحكومات بها لا تملك الصمود الكافي أمام عملٍ مقاومٍ موحّد لعملية التطبيع الخيانية يشترك فيه علماء الأمة الحقيقون بهذا الاسم، وكلّ القوى والنخب الصَّالحة الفاعلة في الساحة العربية والإسلامية المنتمية لهذه الأمة بحقّ، والتي عليها أن تدرك تمام الإدراك أنّ تطبيع أي بلد من بلاد الأمة والقبول به من الشعب في هذا البلد يعني بدايةً خطيرةً لتدجين الأمة بكاملها على هذا الطريق، وخسارة الأمة في البُعد المادي والبُعد المعنوي الأخطر وانسحاقها على المستوى العالميّ كلّه. (3).
والعمل المقاوم من الصفوف الريادية والأمامية والمقاومة من الأمّة يتكفل بالصورة المباشرة بخوض كل ألوان المعارك والمقاومة لعملية التطبيع بما تعنيه من زحفٍ ماحق لغزوٍ صهيوني على كلّ المستويات لتدمير الأمّة العربية والإسلامية وطمس معالمها.
إنّه زحف صهيوني مادي وحضاري عبر بوابة أنظمةٍ عربيةٍ اختارت لنفسها أن تكون في خدمة الهدف الأمريكي والصهيوني، هدفه قهر الأُمّتين العربية والإسلامية.
ولكنّ الأمة بأرصدتها المادية والمعنوية الضخمة وبما لها من وجودٍ حضاريٍ إسلامي عملاق وعزمٍ إيماني لا ترتدّ به العواصف العاتية وأمواجُ البلاء، وبما له من وعيٍ لا يستغفل، لقادرةٌ بأن تُعلِّم المعتدين بأنها الأقوى والأشد وأنها لا تتراجع مغلوبةً مصرّةً بأن تكون الغالبة.
ومع العمل المقاوم الصابر والصامد الذي تتكفل به طلائع الأمة وصفوفها الريادية في كل ميادين المقاومة لابد من إثارة وعي جماهير الأمة العريضة في كل البلاد العربية والإسلامية، والعمل على استحضارها لقيمة انتمائها الديني، وشحذ إرادتها الثورية من أجل ردّ العدوان عن الأمة، وجماهيرُ الأمة منبع عطاءٍ مستمر على طريق الانقاذ واستعادة كرامة الأمة وتحقيق الغد المنشود لها.
وليس يستصرخ الأمّة وينال تلبيتها، ويبعث فيها روح البذل والإقدام والتضحية كما هو النداء الإسلامي وإنْ كان هذا النداء لأطول المعارك وأصعبها وأكثرها تضحيات.
ولا ضمان لعدم النكوص والفرار من أيّ مواجهةٍ للباطل كما هو الحال عندما يكون الانطلاق في المواجهة من الإسلام وحمايته وإنقاذه وإنقاذ أمّته.
تَقَدَّم أنّ الحكومات أسلحتها المتنوعة التي يمكنها أن تستخدمها في قمع الشعوب والتغرير بها وخداعها وإضعاف إرادتها وتفتيت مكوّناتها وإخضاعها وتركيعها لسياستها.
ولكنّ هذه الأسلحة المتنوعة كلّها لا تحقق وحدها مطلوب هذه الحكومات. تحتاج مع ذلك لتبلغ مطلوبها إلى أن يكون المستهدف -وهي شعوب الأمة- لا يملك الهوية التي لا يبيعها بشيء ولا يبخل عليها بشيء، وهذا على خلاف ما عليه الأمة الإسلامية وشعوبها من رجالها ونسائها ممن عرفوا من الإسلام ما عرفوا، وتربّوا على موائده الفكريّة والروحيّة وبَنت فيهم عطاءاته العظيمة إيماناً صلباً وإرادة خيّرة قويّة فولاذية، ونَزَعَت من صدورهم الهيبة من جُند الشيطان، وأمدّتهم بالثقة بالله، وجَعَلَت التضحية في سبيل الله عندهم مطلباً عزيزاً كريماً يُراكضون وراءه.
وإذا كانت أوساطٌ من هذه الأمة من غير من باعوا أنفسهم للشيطان وتحولوا أعداء للإسلام وإن نطقوا ظاهراً بكلمة الإسلام مسّ سوءُ من التربية الجاهلية التي يمارسها الترهيب والتجهيل والتضليل والإفقار على يد السياسة الظالمة من أنفسهم شيئاً، إلاّ أنّ هذه الأوساط لها من المخزون الإسلامي ما يجعلها عند المفترقات الكبيرة الواضحة بين الإسلام وغيره؛ لا تُقدِّم على الإسلام شيئاً، ولا تذخر دون نصرته شيئاً، ولا تتأخر عن ندائه إذا جدّ الجد وجاء النداء على لسان القادة المعروفين بالإيمان الحقّ والصدق والإخلاص والتفاني في سبيل الله والتضحية وهم يتقدمون الصفوف.
وإذا أجمع المقاومون من كل المذاهب الإسلامية على المواجهة لجريمة التطبيع وتحرّكوا على هذا الطريق وأطلقوا نداءهم للأمة بالنصرة فإنّ شعوب الأمة لن تتخلّف.
وإنّه لممتنعٌ ومستحيل أن تتحقق أمنية المطبّعين بأن تحتضن جماهير الأمة قضية التطبيع مع العدو الإسرائيلي أو تُسلّم بها أو تترك لها الطريق مفتوحاً؛ لو بذلت القيادات الرسالية من علماء وغيرهم الجهد المقدور في مكابرة التطبيع ومقاومته ودفعت بالأمة على طريق المقاومة.
وإلحاقاً بهذه الكلمة هنا سؤالان يُوجّهان إلى علماء السلاطين:
1- ماذا يعني التعاون الأمني بين الصهيونية والحكومات العربية المُطبّعة ومن جانبه العربي أكثر من التجسس من الدول العربية المُطبّعة لصالح العدو الصهيوني على الأسرار المؤثِّرة للشخصيات والأحزاب والحكومات الإسلامية والعربية المُقاوِمة خدمةً لأمن الصهيونية في المنطقة وزيادة التمكين لها وتثبيت هيمنتها وضرب الوجود الإسلامي؟
2- علامَ سيقوم التقارب الثقافي؟ هل سيقوم على تخلي الطرفين عن الإسلام واليهودية والصهيونية؟ أم على تنازل الإسلام لليهودية المحرفة والصهيونية؟ أم على التنازل الجزئي من كلٍّ من الطرفين؟ أم على تنازل الصهيونية واليهودية فحسب للإسلام؟ أيحتمل أحدٌ أنّ الصهيونية وأمريكا قد خططت للتطبيع والتحالف مع الدول العربية والإسلامية من أجل أن تتنازل عن شيءٍ من ثقافتهما لصالح الإسلام والأمة الإسلامية؟!
وهل يتوقع أحدٌ من الإسلام أن يتنازل لكلمة الكفر في أي مكانٍ وفي أي زمانٍ ومع أي أحد؟
بسم الله الرحمن الرحيم: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (4).
وأخيراً، هل يرى وعاظ السلاطين أن التطبيع والتحالف الذي هذه عطاءاته والذي كثُر في تصريحات أطرافه أنّه لدرأ خطر الدول الإسلامية والقوى المقاومة ويعنون بها الدول والقوى المُقاوِمة للعدوان على الأمّة ودينها من الكيان الصهيوني وداعميه من أمريكا وغيرها، والهادفة إلى تنوير الشعوب بنور الهداية الإلهية وإنقاذها من قبضة الطاغوت.. هل يرى وعاظ السلاطين أنّ مَن طبّع وتحالف لمواجهة هذا الوجود الناهض لخير الأمة وعزتها واستقلالها وسلامة دينها، هل يرون أنّ هذا التطبيع والتحالف ضد هذا الوجود المباركة مَوَادّةٌ لله ولرسوله وللمؤمنين؟ أليس بَيِّناً أنّه مَوَادّةُ لأعداء الله وللرسول وللمؤمنين؟
والسلام على من اتّبع الهدى ورحمة الله وبركاته.
الهوامش:
(1): إنّه التطبيع بما يمثله من صدمةٍ كبيرة والذي هيّأت له هذه الحكومات ومهّدت له من خلال هذه العوامل وغيرها من عوامل إضعاف الأمة وتفكيك بُنيتها.
(2): ستبقى إرادة الشعوب وإرادة الأمة أقوى وإصرارها أقوى من أن تكسره القوى المجتمعة للقوى العدوانية أو للجبهة العدوانية.
(3): الأمر خطيرٌ وخطيرٌ جدّاً.
(4): سورة الكافرون.
......