انعقدت ندوة تخصصية تحت عنوان "تآزر مراكز ومؤسسات الرد على الشبهات؛ مع التأكيد على جانب حوائج اليوم في الساحة الدولية"، و ذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم المقدسة.
وفي هذه الندوة قدم الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) التعازي بمناسبة أيام الحزن على آل الله، ومرحبا بالضيوف، ومثمنا جهودهم ومساعيهم في مجال الرد على الشبهات، ومستشهدا بحديث عن النبي (ص): إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، وبين أن هذه الرواية تتحدث عن الإجابة على الشبهات وأنها من واجبات علماء الدين والحوزات العلمية، وأن النظام الإسلامي والذي غايته السعادة الدنيوية والأخروية يجب أن يخوض هذا المجال، كما نشاهد اليوم أنه ببركة النظام الإسلامي هناك أعمال تم القيام بها وهي مما قل نظيرها بل منقطعة النظير، وإن كان جمع من المجتهدين كانوا قلقين في هذا الجانب قبل انتصار الثورة، لكن نشاطات مختلف قامت بها مراكز الرد على الشبهات لا تقاس بما قبلها، وذلك ببركة النظام الإسلامي.
وأكد أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) على ضرورة التعاون والتآزر بين المراكز المعنية بهذا الشأن، وقال: يجب استمرار إقامة هذه الندوات ومناقشة الرؤى بين المؤسسات فيما يتعلق بالرد على الشبهات الدينية، حتى نتمكن أن استفاد من أفضل الفرص والقابليات المتاحة، وتعد اتخاذ الاتجاه العام حول الرد على الأسئلة والفصل بين مختلف المجالات، وتقديم المساعدة لارتقاء قدرات الآخرين من الواجبات التي على المراكز الثورية أن تتبعها في تحقيق الخطوة الثانية للثورة الإسلامية.
وأكد آية الله رمضاني على أن تكون لهذه الاجتماعات ثمرات، وتابع: إن الحوارات والمؤتمرات تجب أن تكون مبرمجة حتى تصل إلى النتائج المطلوبة، وإذا لم تكن ثمرات لها، فنحن مسؤولون شرعا لإتلاف الوقت، ولا يجوز أن ندعو للمشاركة دون جدوى من إقامة هذه الندوات والاجتماعات.
وفيما يرتبط بنشاطات المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في نشر ثقافة أهل بيت الوحي صرح سماحته: إن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في السنوات الثلاثين الماضية أصدر 2500 كتاب في 58 لغة، وتنشط في الوقت الراهن موسوعة ويكي شيعة الافتراضية بعشر لغات وتحتوى على 22 ألف مقالة، وتتطلع إلى 40 ألف مقالة في المستقبل بمختلف اللغات، وسنحصل على هذا الكم بالفضل الإلهي وما يبذلوه الأخوة في هذا المجال.
وأشار إلى الشبهات المكررة التي تطرح من قبل المثقفين، وقال: اليوم بعض المثقفين والمفكرين يطرحون شبهات حول الحكومة الدينية، والأخلاق، وعاشوراء، ... وهناك علمانيون يقولون أن غاية الأنبياء والأئمة عليهم السلام هي معرفة الله والمعاد؛ وبناء عليه يجب أن نكرس النشاطات حول مختلف الموضوعات كـ "المهدوية"، والوهابية" و... وأن يصبح لدينا بنك للمعلومات بهذا الشأن.
وسمّى آية الله رمضاني المعركة اليوم بمعركة الإرادات، وأضاف: إن الفائز في هذه معركة اليوم هو من يملك العزم العالي والإرادة والعقلانية العاليتين، فتصبح الإرادة قوية عندما تستند إلى عقيدة راسخة وعقلانية، وبناء على هذا، يجب أن ننتبه أنه لم يكن هدف العدو من إشاعة الشبهات طرح أبحاث كلامية ونظرية فحسب، بل يستهدف العدو من خلالها المعركة المصيرية بين الحق والباطل.
وحول ضرورة معرفة المخاطب قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): من القضايا ذات الأهمية الأخرى في الرد على الشبهات هي السن (الصغير والكبير)، والجنس (الذكر والأنثى)، والتابعة (الانتماء لمختلف البلاد)، وخصائص أخرى...، فيجب إعطاء كل واحد من هؤلاء حسب مقامه وما يناسبه، ولرفع مستوى كيفية الرد على الشبهات نؤكد على جانب "معرفة المخاطب".
وفيما يتعلق بضرورة استمرار مثل هذه الندوات قال آية الله رمضاني: لا نعتقد أننا لا نحتاج إلى بعضنا الآخر، ولا نفكر أننا فتحنا جميع الأمور، في حين أن الأعداء يتربصون بنا وهم أدق وأكثر انتظاما في أعمالمهم، فانعقدت هذه الندوة لمعرفة الأمور ولنتعارف على بعضنا الآخر، وأن التفاهم يأتي بعد المعرفة، وجميع هذه الأمور تمهد إلى التغيير والتطور، كما أن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) سيستفاد من منتجات وقابليات مختلف المراكز في خصوص الإجابة على الشبهات على المستوى الدولي.
وفي بداية هذه الندوة رحب المدير العام لقسم البحوث في المجمع العالمي لأهل البيت (ع) حجة الإسلام والمسلمين "محمد رضا آل أيوب" في كلمة مختصرة له بالضيوف الكرام، ثم قدم رئيس دائرة مناقشة السؤالات والإجابة على الشبهات في المجمع حجة الإسلام والمسلمين "عباس فراهاني" تقريرا من نشاطات المجمع في مجال الرد على الشبهات فيما مضى.
وشارك في الندوة أيضا، مدير موقع مفتاح للأسئلة والأجوبة التابع للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) "السيد كاظم زعفر انجيلر"، ومن مؤسسة وارث الأنبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة "رافد التميمي"، ورئيس مؤسسة ولي العصر (عج) للبحوث والدراسات "السيد محمد الحسيني القزويني"، ومن المركز الوطني للإجابة على السؤالات الدينية التابع لمكتب التبليغ الإسلامي للحوزة العلمية بقم "بورمدني"، ومن الموقع الإعلامي لآية الله العظمى مكارم الشيرازي "وحيد عليان نجاد"، ومن مركز الإسلام الأصيل للثقافة والإعلام "اخوان"، ومن مركز الأبحاث العقائدية "علي الحسون"، ومن مؤسسة دار الإعلام "كوثري"، ومن جامعة المصطفى (ص) العالمية "حسن مسلمي"، ومن مؤسسة آينده روشن (المستقبل الزاهر) "حائري بور"، ومن مركز دراسات الحج والزيارة "علي أكبر ضيائي"، وممثل مؤسسة دار العرفان الثقافية التابعة للأستاذ حسين أنصاريان "أصلاني"، ومن قسم حوار الجامعات "كاوياني"، وقد قدموا تقارير عن نشاطاتهم، كما أبدوا آرائهم واقتراحتهم لأجل تحسين الرد على الشبهات في العالم الافتراضي وفي الساحة الدولية.
........
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.