صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): آمل أن يصل المسلمين في العالم إلى هذه النتيجة، وتبنى قبب ومراقد البقيع؛ إذ يوجد في حرم ومراقد الأئمة (ع) روح التوحيد، وهي أماكن يعبد الله فيها ويرتبط المؤمنين بالله تبارك وتعالى.
وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - ألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) كلمة في جمع المصلين وموظفي المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، صرح فيها: إن اليوم الثامن من شوال وهو ذكرى هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام يعد يوما مهما ومرّا من الناحية التاريخية.
وأضاف آية الله "رضا رمضاني": إن الوهابية سنة 1322 للهجرة هجموا على البقيع وحاول هدمها، وقد هدموا قسما منها لكن هزمتهم الدولة العثمانية، وقام المسلمون بإعادة بناء أضرحة ومراقد البقيع، لكن بعد أن قويت شوكة الوهابية هجموا مرة أخرى على البقيع سنة 1344 هـ، وقاموا بتهديم البقيع تماما، ووقعت الحادثة المريرة لهدم قبور أئمة البقيع.
وأضاف سماحته: ثم إن الوهابية هجموا على كربلاء وارتكبوا مجازره بحق أهلها، ونهبوا ثرواتها، وبعدها هجموا على النجف، ولكنهم واجهوا صمود أهالي المدينة، وفشلوا في اعتدائهم، كما أنهم هدموا قبر والدة النبي الأكرم (ص)، وأرادوا أيضا هدم قبر النبي الأكرم (ص)، ولكن لم يبادروا إلى ذلك لأسباب وعلل ما.
وأشار سماحته إلى جذور انحراف الوهابية، وصرح: مع أن أصل الزيارة، والشفاعة، والتوسل مقبول لدى علماء الشيعة وأهل السنة وقد كتب علماء الفريقين حول هذه المفاهيم مؤلفات، لكن الوهابية وبسبب انحرافهم العقائدي وعدم التفسير الصحيح لآيات الشفاعة الواردة في القرآن لم يفهموا مبادئ الدين، فعليه عرّفوا زيارة القبور والتوسل من مصداق الشرك.
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): بناء على مبادئ الدين إن القادة المصطفين من قبل الله وأولياء الله والأئمة عندما يموتون ينتقلون إلى الله، فهم ما زالوا أحياء ولهم حياة معنوية ويتمتعون بمقام القرب الإلهي. فأصل التوسل، والزيارة والشفاعة يأتي من هذا الباب ويعد من البديهيات القرآنية، كما أن أساسا إن المزارات والمراقد قد بنوها أهل السنة وهدموها الوهابية، فهناك علماء من أهل السنة أمثال الغزالي يعتبر زيارة قبور البقيع من المستحبات، وأبو حنيفة كان أيضا يزور مقبرة البقيع والمدفونين هناك.
واعتبر سماحته أن هدم قبور البقيع قضية العالم الإسلامي، وقال: إن المسلمين بأسرهم شيعة وسنة يعتبرون هذه القضية مرة، وتجرح قلوب جميع المؤمنين والمتدينين في العالم، لكن الشيعة لهم اعتقادهم الخاص بهذا الشأن؛ إذ إنّ زيارة المدفونين في البقيع كانت سيرة أهل البيت (ع)، وكان الإمام الحسين (ع) يزور قبر الإمام الحسن (ع) في البقيع، كما أن المسلمين والشيعة كانوا يتجهون إلى زيارة البقيع ويحضرون هناك في أجواء معنوية، ويتوسلون بالأئمة علهيم السلام إلى الله تعالى.
وأكد آية الله رمضاني أنّ العلماء والمفكرين عليهم الإجابة على شبهات الوهابية، وقال: علينا التعريف بأهل البيت (ع) بشكل دقيق إلى جميع أبناء المجتمع والعالم حتى أن موسوعة ويكي شيعة الإلكترونية يمكنها أن تساهم بإنشاء مداخل عديدة في مجال الرد على شبهات الوهابية.
وفي الختام صرح سماحته: إن إعادة قبور البقيع هي قضية العالم الإسلامي، وآمل أن يصل المسلمين في العالم إلى هذه النتيجة، وتبنى قبب ومراقد البقيع؛ إذ يوجد في حرم ومراقد الأئمة (ع) روح التوحيد، وهي أماكن يعبد الله فيها ويرتبط المؤمنين بالله تبارك وتعالى.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.