أكد رئيس الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ورئيس مؤسسة عاشوراء الدولية "آية الله الشيخ حسن أختري" أن الامام الخميني (رض) أوجد أساساً جديداً لتبليغ الاسلام ونشره والكثير من الشباب لم يعرفوا ويدركوا كيف كانت أحوال المسلمين قبل انتصار الثورة.
أقام مركز "الأمة الواحدة" للدراسات الفكرية والاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية والعتبة الرضوية المقدسة ندوة فكرية في أجواء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران بعنوان " الامام الخميني (قده) ..ثورة القيم لصناعة الحياة".
ونقلا عن اكنا، شارك بهذه الندوة عبر منصة الزووم مجموعة من الشخصيات العلمائية والسياسية والاعلامية والادبية والثقافية والاجتماعية، وأدارت الندوة الاعلامية "أوجينا دهيني".
واستُهلت هذه الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم للقارئ علي مصطفى مقلد ومن ثم كانت الكلمة الترحيبية لسماحة السيد فادي السيد رئيس مركز الأمة الواحدة الذي تحدث عن مرحلةَ خروجِ الامام(ره) على شاهِ ايران ووصفها بانها كانت صعبةً جدا في ظلِ صراعِ قُطبين في العالمِ ورغمَ ذلك انطلقَ الامامُ بثورتِه المباركةِ معتمداً على قولِ اللهِ سبحانَه وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ مخترقاً جدارِ الصمتِ في العالمِ واعادةِ الاملِ الى الشعوبِ المضطهدةِ تحت شعارِ نُصرةِ المستضعفينَ في العالم.
والامام الخميني(رض) جعلَ من الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية منطلقاً لصناعةِ الحياةِ في العالمِ وفَرضَ معادلةَ الاسلامِ الجديدةَ على العالمِ اجمعَ كبديلٍ حضاريٍ لانهُ استمدَ نهضتَه من ثورةِ الامامِ الحسينِ عليه السلام انطلاقاً من فلسطينَ وصولاً الى البرنامجِ النوويِّ السلمي الذي استطاعَ الامامُ السيد علي الخامنئي الحارسُ لنهجِ الامامِ الخميني قُدسَ سرُه الشريف ان يكشفَ عن الوجهِ الحقيقيِّ للاستكبارِ العالمي.
وفي الختام أكد سماحة السيد فادي السيد مطالبة مركزَ الامةِ الواحدةِ للدراساتِ الفكريةِ والاستراتيجيةِ الانظمةَ الحرةَ في العالمِ برصِّ الصفِ لاعادةِ النظرِ في مواثيقِ الاممِ المتحدةِ والمنظماتِ الدوليةِ لتحريرِها من هيمنةِ الاستكبارِ والاستعمارِ ورأى انه من الواجب حمايةِ هذه الثورةِ والدفاعِ عنها لانها ستكونُ القطبَ الرئيسيَ لمشروعِ العدالةِ الالهيةِ في العالم.
والكلمة الافتتاحية كانت لآية الله الشيخ حسن أختري رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية حيث أكد ان الامام الخميني (قده) أوجد أساساً جديداً لتبليغ الاسلام ونشره والكثير من الشباب لم يعرفوا ويدركوا كيف كانت أحوال المسلمين قبل انتصار الثورة هذا من جهة ومن جهة اخرى بالنسبة لتقييم هذه الثورة فلنقارن بينها وبين سائر الثورات التي مضت قبلها فيتبين للباحث مكانتها الى يومنا هذا، ومن جهة ثالثة لا بد من التوقف عند انجازات الثورة في ايران وانجازاتها خارج ايران لا سيما مواجهة القوى الاستكبارية والامبريالية العالمية ونصرة المستضعفين، كما اكد انه عاش وكان مع الثورة منذ بداياتها قبل ستين سنة قبل حدوثها وبعد حدوثها في ساحات كثيرة وكان في خدمتها من ايران الى النجف الى سوريا ولبنان....فلا بد من بحث منصف من الخارج من المسلمين وغير المسلمين الى الثورة الاسلامية ومن انجازات الثورة العظيمة في المجال العلمي والحضاري وفي مجالات العلوم الصناعية والنووية والكيمياوية وغيرها الكثير وفي جهات محتلفة وكل ذلك ببركة الثورة وارشادات الامام الخميني(قده) والامام الخامنئي.
والقيادي في حزب الله سماحة الشيخ أديب حيدر الذي أثار تساؤلاً هل ما حدث في ايران كان انقلابا أم حركة نهضة؟ وبين الفرق بينهما والثورة الاسلامية لم تكن مدعومة لا من الشرق ولا من الغرب بل ثورة اسلامية غيرت مجرى التاريخ والامام الخميني(رض) حقق حلم الانبياء والاولياء كما عبر الشهيد الصدر(رض).واثناء النظر الى الثوابت التي رسخها الامام نجد انها ثوابت الاسلام القرآني والمحمدي الاصيل واهل البيت (ع) كما رسخ ثوابت في زماننا الحاضر كنصرة فلسطين وكما أسس اسبوع الوحدة الاسلامية ويوم القدس العالمي ...ليؤكد ان قضايانا لا تتبدل مع المصالح.
وسماحة الشيخ توفيق علوية عضو تجمع العلماء المسلمين تحدث عن نشأة الثورة الاسلامية على اشعاعات الاسلام المحمدي الاصيل ومدرسة اهل البيت والارتباط بالقرآن الكريم والشعب وبين ان العالم العربي والاسلامي في وقت الثورة كان منقسماً بين العلمانية وبين المرحلية والتدرجية والانتقال من مرحلة المفاهيم وصولاً الى مسألة السلطة، في حين الامام الخميني (قده) لم ينظر الى العلمانيين والمرحليين بل توجه نحو الفعل فكان الخطاب الولائي ونجح واليوم ما يحصل ان الشعوب العربية شاهدوا ان غالبية الانظمة مع الصهاينة ولكن للاسف الى الان الكثير من الشعوب تدعو على اهل اليمن وتدعو لمن يقتل الشعب اليمني ولا تميز بين الصديق من العدو.
وتطرق المفكر الجزائري "نور الدين أبو لحية" في كلمته إلى الأبعاد الإسلامية والعالمية لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وأولها ما يرتبط بتصحيح النظرة إلى الإسلام كدين له القدرة على إيقاظ الشعوب، وتحقيق العدالة وثانيها ما يرتبط بالمستضعفين، والذين يمكنهم أن يواجهوا الاستكبار الداخلي والخارجي، ولو بوسائل بسيطة إذا ما تحققت لهم الإرادة.. والشعب.وثالثها هو قدرة إيران على إعطاء النموذج الحضاري المبني على الإسلام المحمدي الأصيل.
وفي مشاركة من استراليا أكد الإعلامي حسين الديراني في كلمته الوجدانية على الابعاد الإنسانية التي انطلقت منها الثورة الإسلامية التي هي ترجمة عملية ومصداقاً لقول الله تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
وأضاف أن الامام الخميني(قدس سره) هو من تلك الشجرة النبوية المحمدية التي أرادها أن تحقق وراثة العدل والمساواة في أرض الاسلام المحمدي الأصيل ..وختم بالقول إن كل ما جاء في أهداف الثورة ما هو إلا تأكيد بيان وأهداف حركة الامام الحسين(عليه السلام) ...فكان كل ما لدينا من عاشوراء الامام الحسين(ع).
واعتبرت الناشطة "مريم دولابي" خلال كلمتها أن انتصار الثورة الاسلامية مدرسة جهادية للأجيال تحمل كل مزايا وقواعد ثورة كربلاء الحسين(ع) وأن انتصار الثورة حقق أهدافاً كثيرةً حتى بعد مرور هذه السنوات من الانتصارات في جبهات عديدة لرجال لقبوا برجال الله في كل محور المقاومة ولا سيما الأجيال التي نشأت على فكر رسمه الامام الخميني(رضوان الله عليه) و رسخت هذه الخطوات الجهادية لاجلنا حتى هذا اليوم الذي نعيشه.
وختمت بالقول ان الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الامام الخميني(رض) علمتنا كيف نقف وتواجه الأعداء بكل فخر وصلابة،ونقدم أغلى ما نملك تخليداً للنهج المحمدي الأصيل ..رغم كيد الأعداء شاء من شاء وأبى من أبى ..
ومستشار رئاسة الوزراء اليمنية العميد حميد عبد القادر عنتر تحدث عن الثورة الاسلامية والامام الخميني(رض) ودعا الشعوب الحرة الى التحرك من خلال المظاهرات والوقفات الاحتجاحية وغيرها استنكاراً لما يحدث في اليمن جراء العدوان ولابراز مظلومية الشعب اليمني ونصرته من خلال صناعة رأي عالمي حر.
أما الناشطة الاجتماعية زهراء قبيسي ركزت على روح المبادرة التي امتلكها الامام الخميني وقده ودعت كل الشباب الى الاقتداء به والمبادرة والثقة بامكاناتهم وبينت ثقافة الاقتدار ومصاديقها في ايران ودعت الشباب الى حب الامام والارنباط به قلبياً وعملياً وسلوكياً.
والاعلامية الدكتورة سندس الاسعد قالت في كلمتها انه كان لثورة الإمام (قدس) الأثر الكبير في الصحوة الإسلامية في البحرين منذ السبعينات، وذلك بسبب سياسات نظام آل خليفة المناهضة للإسلام، كما كان لها دور أساس في الإرتقاء بمستوى الوعي الديني والسياسي لشعب البحرين كما جاءت لتُعيد للإسلام الأصيل المغيّب حضوره الفاعل القويّ. وهذا لون فريد من الثورات أحدث يقظة جدية في الأمة تجمعها على كلمة إسلامية واحدة، وإرادة إسلامية جادة تغييرية فاعلة، وتنتظم قواها الثورية وصفوف مقاومتها.
كما شارك الشاعر البحراني سلمان عبد الحسين بقصيدة في اجواء هذه المناسبة وصف فيها الامام الخميني قده بالثائر الحي.
في الختام رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية شكر كل المشاركين والمساهمين في تنظيم وانجاح هذه الندوة وركز مرة جديدة على اهمية النظرة العميقة لانجازات الثورة ودورها في هذا العصر بما تحمل من قيم ومعطيات عظيمة لحركتنا ومنهجنا ومستقبل الأمة، مؤكداً ان الثورة تبشر العلم والامة الاسلامية على وجه الخصوص ان المستقبل للمستضعفين والمسلمين.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.