من أبرز خصائص الشيعة في باكستان بل حتى أهل السنة منهم أنهم عشاق أهل البيت (ع) وولاء وعشقهم لآل البيت لا يمكن وصفه، ومن حيث المودة والمحبة يمكن إعطاءهم أعلى درجة لهذا الولاء والعشق.
ابنا: ما هي إستراتيجيات تعزيز التيارات الشيعية ومحبي أهل البيت (ع) في شبه القارة الهندية، خاصة في باكستان؟
- إن من أهم الاستراتيجيات هي الوحدة بين المسلمين، يجب أن تصبح لدينا وحدة عملية أمام العدو المشترك، وهي تتطلب الفهم المشترك، كما يجب إنشاء هذا الفهم، ويراد من الوحدة بين علماء الشيعة، أن تتمكن الحوزات العلمية، ومن خلال مسار واحد من تربية طلبة على مستوى أهل البيت (ع)، والمهم في هذه القضية اليوم أنه وبناء على الظروف والتحديات التي نواجهه نقوم بتربية طلبة حسب الظروف الراهنة للمجتمع.
والنقطة الأخرى، تعزيز العقلانية، والمعنوية والمطالبة بالعدالة، ولله الحمد أن قضية المطالبة بالعدالة مشهودة تماما في الشعب الباكستاني، وآمل أن يتمكن هذا الشعب ليصبح قوة معنوية واقتصادية واجتماعية وسياسية في المنطقة، وذلك إلى جانب العقلانية والمعنوية. ويجب السعي إلى تحقيق تلك العقلانية التي أكد عليها أهل البيت (ع) والتعاليم القرآنية. ونظرا إلى أن الغرب يسعى إلى نشر معنويات مزيفة، فيجب علينا وبناء على الفرص التي وفرها أهل البيت (ع) أن نتمكن من نشر المعنوية بمعناها الحقيقة في مقدمة أمورنا، تلك المعنوية التي في مقدمتها الله تبارك وتعالى وارتباط الإنسان مع الله بغية الوصول إلى الهدوء والسلام، كما يجب علينا أن نعرف تلك المعنوية التي وردت في معارف أهل البيت (ع)، على سبيل المثال المعارف التي وردت في الصحيفة السجادية، وفي دعاء عرفة، وفي الأدعية الواردة عن الإمام الحسين (ع) وسائر المعصومين (ع)، والأدعية التي وردت عن النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) كدعاء كميل الذي ورد في كتاب مفاتيح الجنان، ومن ثم دراستها بشكل صحيح، وبالتالي تعريفها وتقديمها.
ومن النقاط الأخرى التي تعد من الإستراتيجيات المعنية، هي رفع مستوى التعليم العام لدى الشيعة في العالم، ومن هذا المنطلق يجب بذل الجهود في باكستان حتى يصبح المبلغين مسلحين بسلاح القضايا الحديثة حسب الظروف الراهنة، وأن يَعرفوا الأدب الدولي، كما يجب أن يعرّفوا الجيل الشباب بالتحديات التي يواجهها في العالم، وبناء عليه، يجب معرفة لغة جيل الشباب حتى يتمكن المبلغين النشاط في هذا المجال.
ونظرا إلى القدرات والقابليات الكبيرة جدا في باكستان، فإن إحياء جمعية محلية للمجمع إحدى غايات هذا السفر. يعد باكستان من أكبر البلدان الإسلامية عدد سكانه حوالي 250 مسلم، وحوالي 40 مليون منهم من أتباع أهل البيت (ع)، فهذا العدد أي 250 مليون شخص يعد قوة كامنة وقابليات كبيرة. من جانب آخر، فإن دراسة الوضع الشيعي في منطقة تعد من أهم الأهداف وفيها تناقش النقاط القوة والضعف للشيعة، ومن القضايا المعنية في هذا السفر زيارة المساجد والمراكز الإسلامية والقرآنية والحوزات العلمية للشيعة وتجميع معلومات حولها، وإن كان لسعة هذه الفرص والقابليات الموجودة في هذا البلد لم تتوفر إمكانية دراسة جميعها، لكن وبناء على مدة السفر وإمكانية الحضور تم الزيارة للعديد من هذه المراكز.
إن توسيع العلاقات الدينية وتعليمية مع المراكز السنية في باكستان كان من أهم أهداف هذا السفر، حيث بحمد لله فسحت فرصة لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع جامعة منهاج القرآن والمراكز الأخرى، كما كانت لدينا اجتماع مع شخصيات شيعية وسنية بارزة مع التركيز على الوحدة، وأعتقد أنها كانت مفيدة وفعالة.كيف كان ترحيب الباكستانيين بالأخص طلاب الجامعات والناس من سماحتكم؟
بكل صراحة، أينما ذهبنا رحبوا بنا بكل سعة ومحبة سواء العلماء أو طلاب الجامعات أو سائر شرائح الشعب الباكستاني، كما رحب بالكلمات التي تم إلقائها وكان لهم حضور واسع، على سبيل المثال، الكلمة التي ألقيتها في جامعة المنهاج وهي إحدى أهم وأكبر الجامعات حيث حضر أكثر من 16 عشر طالبا جامعيا، وأينما حللنا فالجماهير من الشعب الباكستاني رحبوا بنا، وذلك بشكل كبير وحماس حتى خجلنا من الترحاب، وكانوا يستقبلونا بكل ما أمكنهم وبشتى أشكالها من أناشيد وأشعار مبدين مشاعرهم الصادقة تجاهنا، ومن الميزات التي شاهدناها هو محبتهم تجاه الشعب الإيراني وحبهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهذه حكاية تبادل المحبة بين الشعبين على أمل أن تعزز الدولتين الشقيقتين المزيد من العلاقات السياسية، والتجارية، والاقتصادية، والعلمية في مختلف القطاعات.
ابنا: هل هناك مكتب للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في باكستان؟ ومدى نشاطه؟
- في الفترات السابقة كان هناك عدد من العلماء ينشطون كممثلين للمجمع العالمي، وقد توفي بعضهم، وفي سفرنا هذا قمنا بدراسة في هذا الخصوص، وإن شاء الله في المستقبل ستصبح هذه القضية محل الاهتمام، طبعا هناك 40 إلى 50 شخصا هم من أعضاء الجمعية العامة في باكستان، ولم يكن هناك نشاطات معنية، وذلك لبعض القضايا الموجودة، وإحدى غايات سفرنا هي إعادة النظر وإعادة القراءة في تواصلنا مع نشاطات المجمع في باكستان.
ابنا: ما هي أهم معطيات سفركم إلى باكستان؟
- سأقدم بعضها بشكل مختصر ومفيد، فأول هذه المعطيات الحضور الميداني بغية اكتساب المعلومات من كثب، فالحضور في أي ميدان يزيد في المعلومات ويقرب الحقائق، الثانية معرفة المزيد من القابليات والقدرات التي تحظى بها باكستان الشقيقة، هناك شعب ملتزم بالتعاليم الإسلامية وذو معقتدات، الأمر الذي يحظى بأهمية بالغة، ومن المعطيات الأخرى التأكيد على الوحدة بين علماء السنة والشيعة، وجميعهم يرون بأن وجوب التمسك بالوحدة لمواجهة العدو المشترك. أصبح الإسلام والمسلمين هم القوة الأولى في المنطقة، كما أن على المستوى الدولي، فإن "الإسلام الأصيل" هو التيار الذي يمكن أن يقارع تيار الاستكبار، فإننا اليوم وببركة التعاليم القرآنية ومعارف أهل البيت يمكن أن نقدم أفضل الأفكار إلى العالم، أما في المستقبل فإن فاتح الميدان هو الذي يقدم أفضل الآراء والأفكار إلى العالم.
النقطة الأخرى التي أعتبرها من معطيات هذا السفر هو التأكيد على وحدة علماء المنطقة ومعرفة القابليات لتقديم المزيد من الخدمة إلى مدرسة أهل البيت (ع)، وكذلك من معطيات هذا السفر هو التمهيد لمذكرة تفاهم من أجل تعزيز النشاطات الدينية والثقافية مع جامعة منهاج القرآن ودعم ومساعدة الحوزات العلمية، فيعد من القضايا المهمة أن يصبح لدينا مناهج دراسية لطلاب مدرسة أهل البيت (ع)، وقد وفرت الأرضية لهذا الأمر وآمل إن شاء الله في المستقبل متابعة هذه القضية بشكل جاد وتصبح مثمرة.
ففي هذا السفر الذي استغرق 8 أو 9 أيام ألقيت كلمات عديدة، وإذا حصلنا على نصوص هذه الكلمات، أعتقد أنه قدم أدب واتجاه جديد للمجمع إلى العلماء، حيث يسعى المجمع أن يحصل على مرجعية علمية ومعنوية، كما أن المجمع يعتقد بمعرفة نخب المجتمع ومدرسة أهل البيت (ع) الأصيلة حتى يقدم انطباعات دقيقة وعميقة، وذلك من خلال الوحدة.
ابنا: تحدثتم عن محبة العلماء والشيعة في تلك البلاد لكم والوفد المرافق، أحببنا أن نعرف نظرة علماء أهل السنة تجاة ممثل علماء إيران وعالم التشيع، وكيف كان نظرة هؤلاء إلى ممثل قائد الثورة الإسلامية وممثل علماء الشيعة وإلى إيران الشيعية؟
- صدقوني، إن علماء أهل السنة قدموا لنا خالص الاحترام والتقدير، كما أن بعض شخصيتاتهم البارزة أبدوا احتراما خاصا لنا، وقد ثمنوا الأفكار والمعارف التي قدمناها واستأنسوا بها، وهذا الأمر مشهود كان في كلامهم، وأحيانا كان لهم حبا وشوقا لا يوصف، كما أن رغبتهم لحضور وإقامة جلسات والمزيد من الاصطحاب وتكريم ممثل قائد الثورة المعظم والحوزة العلمية من خلال مراسيم كانت تنعقد بهذا الشأن، من مصاديق هذه المشاعر الصادقة للشعب الباكستاني وعلمائه، أينما ذهبنا رحبوا بنا بأفضل ما يمكن، فجميع هذه الأحداث والمواقف كانت تحكي عن حبهم ورغبتهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه الحقيقة ظهرت في العديد من المشاهد.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.