انعقدت الندوة الـ 12 التحضيرية لمؤتمر "البقيع؛ مثوى الأئمة والصحابة" تحت عنوان "علل هدم قبور البقيع وضرورة إعادة بنائها"، وذلك برعاية مركز دراسات الحج والزيارة وبالتعاون مع المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - انعقدت الندوة الـ 12 التحضيرية لمؤتمر "البقيع؛ مثوى الأئمة والصحابة" تحت عنوان "علل هدم قبور البقيع وضرورة إعادة بنائها"، وذلك برعاية مركز دراسات الحج والزيارة وبالتعاون مع المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
وقدم في هذه الندوة كلا من الأستاذ والباحث في تاريخ الإسلام والتشيع آية الله "محمد هادي يوسفي الغروي"، وعضو الهيئة العلمية لمعهد العلوم الإنسانية والبحوث الثقافية الدكتور "كاميار صداقت ثمر حسيني" محاضرة بالمناسبة.
وصرح أمين هذه الندوة التي انعقدت في المجمع العالمي لأهل البيت (ع) محمود بختياري: تعد مقبرة البقيع من الأماكن المقدسة عند المسلمين وقد هدمتها الوهابية قبل 100 سنة، وبُذلت جهود حتى تمحى هذه الواقعة عن ذاكرة المسلمين.
وتابع بختياري: إن منظمة الحج والزيارة اتخذت اجراءات في هذا الخصوص وأنها هي الراعية لإقامة المؤتمر الدولي للبقيع، مبينا أن من جملة الإجراءات المتخذة طباعة 50 مقالة وإطلاق بنك معلومات في شبكات التواصل الاجتماعي، وانتاج مقاطع فيديو، والتعاون مع 30 مركزا دوليا وصناعة نسخة فنية متماثلة للبقيع قبل حادثة الهدم.
وأضاف: إقامة 11 ندوة تحضيرية من قبل مختلف المراكز واستلام 20 مقالة من خارج البلاد كنيجيريا، والعراق، ومصر، والأرجنتين، وبريطانيا، واليمن وفرنسا تعد من الإجراءات الأخرى التي اتخذت حتى الآن لإقامة المؤتمر الدولي للبقيع.
ومن جانبه تحدث في هذه الندوة الأستاذ والباحث في تاريخ الإسلام والتشيع آية الله "محمد هادي يوسفي الغروي"، وقال: إن الله تعالى يدع محاولة مَن له طمع ليتمكن يوما ما من إطفاء ذكر محمد وآل محمد عليهم السلام دون جدوى.
وعن علل هدم قبور البقيع قال سماحته: إن آل سعود كانوا يحتاجون إلى مبرر فكري وديني ومذهبي، وذلك لتعاونهم مع وزرارة المستعمرات البريطانية آنذاك لأجل القيام ضد الدولة العثمانية.
وتابع هذا الأستاذ في حوزة قم: إن المبرر الذي تمسك به آل سعود للقيام بالسيف ضد الدولة العثمانية أنّ هذه القبور على خلاف السنة النبوية فهي بدعة، ولأنهم عقدوا عقد الأخوة بين البدعة والشرك كأنه يرون أي بدعة تنتهي إلى شرك، وعليه استنتجوا من ذلك أن الدولة العثمانية التي كانت لها نزعة صوفية سمحت بالبناء على القبور، واعتبر آل سعود هذا الأمر خلاف الشرع، فالقيام ضد هذه الدولة التي تسمح ببناء معالم للشرك لا مانع فيه.
ونوه حجة الإسلام والمسلمين يوسفي الغروي بأن هذا هو الدافع الرئيسي للوهابية لهدم البقيع، لكن تجاهل هذا الأمر ولم يلتفت إليه أحد، وأنا أيضا لم أر في الكتب أو الاجتماعات التي تطرقت إلى دافع وذريعة قيام الوهابية ضد الدولة العثمانية أن تشير إلى هذه القضية.
ومن جانبه تحدث عضو الهيئة العلمية لمعهد العلوم الإنسانية والبحوث الثقافية الدكتور كاميار صداقت ثمر حسيني مصرحا أن عقول المسلمين وقلوبهم وعاطفتهم لها علاقة وثيقة بالبقيع، وقال: إن قضية البقيع هي قضية تتعلق بالعالم الإسلامي، ولا تنحصر بواحد من المذاهب الإسلامية.
وأوضح: بما أن هدم مراقد وبقع مقبرة البقيع يعد مخالفا للعالم الإسلامي بأسره، ويعتبر صدمة نفسية لجميع المسلمين، فبناء عليه فالمطالبة بإعادة بنائها يجب أن تكون من قبل جميع العالم الإسلامي.
وأشار عضو الهيئة العلمية لمعهد العلوم الإنسانية والبحوث الثقافية إلى أن حادثة هدم البقيع وقعت في الثامن من شوال عام 1344 للهجرة الموافق 21 أبريل عام 1926 م، وقال: تأكيدي على تاريخ هذا لأننا كباحثين ما إذا أردنا أن يحصل لدينا معرفة دقيقة عن واقعة هدم البقيع أن نراجع المصادر التي كانت تنشط في تلك الفترة.
ولفت هذا الباحث الإسلامي إلى أن مصادرنا ومعلوماتنا حول حادثة هدم البقيع كثيرة جدا، وقال: إن البرقيات التي كانت ترسل عبر المصادر الرسمية وحتى مختلف القنصليات آنذاك، والصحف الصادرة في العقد العشرين من القرن العشرين وكتب الرحلات، ودواوين الشعر، والتقارير الرسمية وغير الرسمية تعد من جملة المصادر المتوفرة لدينا.
و سينعقد هذا المؤتمر في الذكرى السنوية المئة لهدم قبور أئمة البقيع ومن أجل المطالبة بإعادة بناء مضاجعهم الطاهرة، واستذكارا لجرائن الوهابية في هدم المعالم الإسلامية، وبمشاركة مفكرين من إيران وخارجه.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.