أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن في بعد السيادة للإسلام، على الحكام أن يصبحوا خدّاما لجمهور المسلمين، وقال: على سبيل المثال، إن الشهيد رئيسي تمكن على مستوى رجل الدولة أن يظهر في شخصية أخلاقية وخدومة للناس، وذلك بأفضل ما يمكن.
وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - شارك الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" في مراسيم أقيمت بمناسبة أربعينية شهداء الخدمة في قاعة المؤتمرات لجامعة المصطفى (ص) القسم النسوي بمدينة مشهد المقدسة. وأوصى سماحته الطالبات بالتعليم والتربية وضرورة معرفة مبادئ طالب العلوم الدينية وآدابه، وصرح: على طلاب جامعة المصطفى أن يتمتعوا بمكانة علمية وبالإضافة إلى الهيبة ومقام معنوي.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): على طلاب العلوم الدينية أن يعرفوا الدين من الناحية العلمية بشكل شامل ودقيق وعميق، وهذا هو معنى قوله تعالى في الآية الشريفة: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ"، والمقصود من التفقه في هذه الآية هو الفهم العميق للدين.
وقال سماحته: على طلاب جامعة المصطفى أن يبلغوا تلك الدرجة الرفيعة من التهذيب والتزكية حتى يصبحوا قدوة وأنموذجا للآخرين عند رجوعهم إلى بلادهم.
وأشار آية الله رمضاني إلى مفهوم المعنوية الإسلامية وفوارقها مع سائر المعنويات المزيفة، وصرح: إن المعنوية في الإسلام نابعة عن الغيب وروح التوحيد والاعتقاد بربوية الله والمعاد والملكوت، ومن أهم الفوارق بين المعنوية الإسلامية والغرب أن الإسلام يعترف بكرامة الإنسان، لكن الغرب يستعبد الإنسان ويستثمره.
وأوضح سماحته: إنّ على عالم الدين أن يصبح كأصحاب النبي (ص)، وأن يبلغ مقام اليقين في مسير تزكية نفسه وتهذيبها، وهو المقام الذي يجعل اللهَ وتعاليمه نصب عين الإنسان في جميع حياة الإنسان حتى يكتسب جميع وجود الإنسان النورانية.
وفي قسم آخر من كلمته أشار آية الله رمضاني إلى أنّ الثورة الإسلامية تكونت من ثلاث ركائز الإسلام، والقيادة، والناس، وقال: إن الإسلام الذي نتحدث عنه في حوار الثورة الإسلامية وفكر الإمام الخميني (ره) هو الإسلام الأصيل، وهو الأسلام الشامل الذي يمتلك سياسية وسيادة ودولة، كما أن الأبواب الفقهية أيضا تطرقت إلى الأبعاد السياسية والحكومة.
وأشار سماحته إلى أن في بعد السيادة للإسلام، على الحكام أن يصبحوا خدّاما لجمهور المسلمين، وقال: على سبيل المثال، إن الشهيد رئيسي تمكن على مستوى رجل الدولة أن يظهر في شخصية أخلاقية وخدومة للناس، وذلك بأفضل ما يمكن.
وصرح آية الله رمضاني: إنّ ما شاهدناه من الشهيد رئيسي لا يمكن لنا أن نشاهده في الأنظمة السياسية في العالم؛ إذ أنها ترى القوة هي الغاية، لكن الشهيد رئيسي كان يعتقد أن الدولة هي أداة ووسيلة للخدمة.
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إنّ الشهيد رئيسي كان رجلا سياسيا ذا طابعا أخلاقي وصادقا في أعماله، وقد حضر في المناطق المنكوبة بالسيول بين المتضررين، الأمر الذي كان سببا بث الثقة بين الناس والحكومة.
واعتبر سماحته أن أداء الشهيد رئيسي كان قائما على سيرة الإمام علي عليه السلام عندما تصدى الحكم، مشيرا إلى مقاطع من نهج البلاغة في هذا الخصوص نقلا عن عبد الله بن عباس إنه قال: " دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمة لها. فقال (عليه السلام): والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا".
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.