ألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) كلمة في هذا المؤتمر الصحفي، وصرح: إن شخصيات مثل أبي طالب (ع) والذي كان له دور مؤثر في مرحلة البعثة النبوية يجب أن تدرس بصورة دقيقة.
وتابع آية الله رمضاني: قد تكون هناك أسباب ما، لم تقدم دراسات شاملة حول أبي طالب (ع)، لكن يجب دراسة شخصيته في المصادر التاريخية، والقرآن، وروايات المعصومين (ع)، فإن معرفة شخصية أبي طالب (ع) هي معرفة جزء من تراث الإسلام.
وحول شخصية أبي طالب (ع) قال سماحته: إن أبا طالب (ع) من الرجال الذين كان لهم دور مؤثر في نمو البعثة النبوية وتقدّمها، وكان يعتبر نفسه كفيل النبي (ع) والمحافظ له، وبناء عليه، فقد تطرقت بعض الكتب التاريخية إلى قضية الدفاع العسكري لأبي طالب (ع) عن النبي (ص)، ويجب أن يعد أبو طالب (ع) كمصداق للفتوة والوفاء.
وتابع: عندما نتحدث عن شخصية أبي طالب لا نتطرق إلى قضية إيمانه أو عدمه فحسب، بل هناك قضايا أخرى حول أبي طالب أهم من قضية إيمانه، وقد أشار ابن أبي الحديد أحد شراح نهج البلاغة إلى إيمان أبي طالب (ع)، ودافع عنه، لكننا نحن نعتقد بإيمانه للنبي (ص)، بل أعلى من إيمانه، دعمه للإسلام وحمايته عنه، وهذا محل اهتمامنا أكثر من القضايا الأخرى، ففي سنة السلف الصالح هناك كتب صنفت حول إيمان أبي طالب، فمنها ما تكفي لإثبات إيمان أبي طالب، وحسبنا من هذه الكتب رسالة الشيخ المفيد حول إيمانه، حيث لا حاجة إلى كتاب أخر لإثبات إيمان أبي طالب بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بأن الحركة الدينية تحتاج إلى دعم قوي، أضاف هذا الأستاذ في الحوزة العلمية بقم: في العصر الجاهلي عندما واجه العرب آنذاك بأزمات عقدية، وسياسية، وأخلاقية، وثقافية ظهر شخص شهير ملقب بـ "الأمين"، وبلّغ نبوته، فبدأ النبي (ص) دعوته بصورة علنية، ثم واجه المسلمين الأوئل ضغوطا، حيث استشهد عدد منهم في صدر الإسلام كياسر وسمية، وعذب أخرون كبلال، فيجب دراسة مثل هذه الشخصيات التي دافعت في بداية الأمر عن الإسلام.
وتابع سماحته: إن أبا طالب كان يمتلك شخصية شاملة ومعنوية، ويحظى بمكانة رفيعة في قبيلة قريش، وقد ساند النبي (ص) في جميع الساحات والمجالات، وأدى دورا مؤثرا في صدر الإسلام.
وأكد آية الله رمضاني: إن أشعار أبي طالب تتحدث عن التوحيد لله ودفاعه عن النبي (ص) وليس ككفيل له فحسب، بل شخص يعتقد برسالته أيضا، ورغم هذا، اُضطهدت هذه الشخصية في التاريخ، حتى أنه تم الحديث والنقاش حول إيمانه وكفره!
وفيما يرتبط بتفاصيل انعقاد "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)"، صرح سماحته: لم يناقش هذا المؤتمر قضية أيمان أبي طالب (ع) فحسب؛ إذ ليست هناك أي مشكلة نواجهها حول هذه القضية، فإن تيار أبي طالب، تيار إسلامي، وليس شيعي، وسيؤكد المؤتمر على شخصية أبي طالب البارزة والمؤثرة والمعتقدة بالرسالة المحمدية والموحدة لله، كما سمى النبي (ص) العام الذي توفي فيه أبي طالب (ع) والسيدة خديجة (ع) لشدة حزنه عليهما بعام الحزن.
وصرح أيضا: بعد المصادقة على إقامة "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)" في المجمع، قمنا بلقائات مع مراجع الدين وعلماء قم، وقد رحبوا بانعقاد المؤتمر بدعم مادي ومعنوي.
وحول انعقاد هذا المؤتمر صرح أستاذ دروس السطوح العليا في حوزة قم العلمية: إن انعقاد المؤتمر يصب في وحدة المسلمين ومن أجل التقارب بينهم، لأن كتب علماء أهل السنة تطرقت أيضا إلى إيمان أبي طالب (ع)، وكتبت مقالات في هذا المجال، فإن تجميع هذه الكتب والمقالات، وديوان شعر أبي طالب (ع) يعد من نشاطات هذا المؤتمر.
وفيما يرتبط بالاجرائات التنفيدية "للمؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)"، قال: تم تشكيل مجلس علمي، وذلك بحضور شخصيات بارزة وخبيرة، كما أن هناك خمسة عناوين رئيسية تناقش في المؤتمر وهي "التاريخ والسيرة"، "الكلام والعقائد"، "المراجع والمصنفات"، "الشعر والأدب"، وهناك قسم خاص تحت عنوان "المقاومة" أيضا، وتم الدعوة لإرسال المقالات حولها، والمراد بالمقاومة هي جماعة وقفت أمام رسالة الرسول (ص)، لكن أبو طالب (ع) من الأشخاص الذين دافعوا عن الرسالة المحمدية حيث يدرس المؤتمر نشاطات أبي طالب في مرحلة البعثة حتى السنة العاشرة منها.
وحول الأبحاث والدراسات التي قدمت إلى أمانة "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)"، لفت آية الله رمضاني إلى أنه أكثر من 400 ملخص و100 مقالة بخمس لغات أرسلت إلى أمانة المؤتمر، كما أقيمت ندوات علمية في داخل البلاد وخارجه أو ستقام إن شاء الله تعالى.
وعن سبب تأجيل انعقاد "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)"، قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كان من المقرر أن ينعقد المؤتمر شهر مارس المنصرم، وبعد لقاءات مع مراجع الدين اتخذت القرارت على أن يلقي بعض المرجعيات الدينية كلمات في المؤتمر، لكن للظروف الراهنة وتفشي فايروس كورونا ألغيت فعاليات المؤتمر التي كانت من المقرر أن تقام حضوريا، ثم نوقش الأمر وتم دراسته ورأينا أنه غير مناسب تأجيل المؤتمر أكثر من هذه المدة، وتم القرار على انعقاد المؤتمر افتراضيا، وخلال ثلاثة أيام يُدعون الباحثين أن يلقى كلمات حول ما قدموه من أبحاث علمية أو مقالات لهم حول أبي طالب (ع).
وفيما يرتبط بمعطيات "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)"، صرح سماحته: إن أبا طالب من الشخصيات المؤثرة في نمو البعثة النبوية وازدهارها، وفيما يتعلق بقضية المقاومة هناك تيارات وقفت أمام النبي (ع) وخالفته، وسيناقش المؤتمر مختلف دعم أبي طالب للنبي (ع) ورسالته ومساندته (ع) له (ص) في المؤتمر.
* السؤال والجواب
وفي الرد على سؤال مراسل وكالة ابنا "محبوبي" حول تأسيس أمانة دائمة لمؤتمر "أبي الطالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)" الدولي، صرح آية الله رمضاني: ليس هناك ضرورة الأن على تأسيس أمانة دائمة، لكن ما إذا وصلت الحاجة إلى تأسيسها، فسيحدث هذا الأمر، وقد تؤسس لاحقا أمانة دائمة للتعريف بالشخصيات المرموقة في الإسلام، وذلك تحت عنوان أعم من هذا الاسم، كما يجب التخطيط في هذا الخصوص. ونظرا إلى شخصية أبي طالب (ع) البارزة ينعقد هذا المؤتمر، وبعد الانتهاء منه ليس هناك داع لبقاء أمانة دائمة، إلا أن تكون الأمانة لها دورا مؤثرا في مجالات مختلف للتعريف ببعض الشخصيات البارزة في الإسلام، طبعا هناك جائزة أبي طالب تقدم سنويا وفي جميع النسخ.
وفي الرد على سؤال المراسلين حول موعد انعقاد المؤتمر وآخر مهلة لإرسال المقالات، أجاب سماحته: إن المؤتمر سينعقد في 26 رجب 1442 للهجرة الموافق 20 مارس المقبل 2021 للميلاد، وآخر مهلة لإرسال المقالات 18 فبراير 2020 للميلاد.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.